**السلام عليكم ورحمة الله وبركاته**
قصة تهز الوجدان... ... قصة من أحسن القصص... ومن أصح القصص
ماخطتها يد كاتب... ولا تدخلت فيها أيدي القصاص.
هذه القصــه لرجل أساء بل بالغ في الإساءة...
وظلم وتجاوز الحد في الظلم
أسرف غلى نفسه.. اساء وتعدى وظلم.
كأني أنظر إليه ... يقطر سيفه دمـا.
قد أحاطت به خطيئته... قلبه يهزأ بالصخر قساوةً.
ومحاجره قد تحجرت.
فلا قلبه يخشع , ولا عينه تدمع .
وقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قلب لايخشع . كما عند مسلم .
أما الرجل صاحب القصه فرجل من بني إسرائيل .
خطيئته كبرى . وجريمته نكرى.
فما خطيئته؟
وأي ذنب ارتكبه؟
وأي جرم أتى به؟
لقد سفك الدم الحرام بغير حله.
وأزهق أنفساً بريئة.
أترونه قتل نفساً؟
لا.
قتل عشراً؟
لا.
لاوالله بل قتل تسعاً وتسعين نفساً.
ماأبشعه من جرم!.. وماأعظمها من خطيئه !
لكنه أحس بالندم.
وشعر بخطورة الأمر .
وبفداحة الخطب, فردد:هل من توبه؟ تساءل ,وكرر السؤال.
فدل على غير دليل, دل على عابد مااستنار بنور العلم . فتعاظم الخطيئه وحجر واسعاً ,فحجر رحمة الله التي وسعت كل شيء.
فقال:لا.أبعد قتل تسع وتسعين نفساً؟! ليس لك توبه.
فما كان منه إلا ان استل سيفه , وأطاح برأسه . فأتم به المائه.
وعلى نفسها جنت براقش !!
غير ان السؤال مازال يتردد صداه ,ويهتف به .
فأعاد السؤال وكرره: هل لي من توبه؟
فدل على عالم قد انار الله بصيرته.. قد استنار بنور العلم.
فقال العالم: نعم
وقد كان هذا الجواب كافياً. إذ هو على قدر سؤاله.
ولكن كعادة العلماء الربانييين يشخصون الداء, ويصفون الدواء. ويفتون السائل ويرشدون الضال.
فقال له: نعم. ومن يحول بينك وبين التوبه؟
ثم زاده في الدلاله والإرشاد فقال له: انطلق إلى أرض كذا وكذا, فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم, ولا ترجع إلى أرضك , فإنها أرض سوء .
فانطلق الرجل.. لايلوي على شيء .. تحمله النجاد ... وتحطه الوهاد.
يسارع الخطى ويحث السير. يريد أرض الخير.
فلما انتصف الطريق دنا الأجل, وأحس بالموت. فنأى بصدره شوقاً لتلك الديار التي سمع بها ولم يرها . غير أن الأجل كان أسرع, فوافته المنيه .
فاختصمت فيه ملائكة الرحمه وملائكة العذاب . فقالت ملائكة الرحمه : جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله.
وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط. فأوحى الله إلى هذه أن تقربي , وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي .. فأتهم ملك في صورة آدمي. فجعلوه بينهم. فقال قيسوا مابين الأرضين. فإلى أيتهما كان أدنى, فهو له. فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد بمسافة شبر واحد. فقبضته ملائكة الرحمه لقد أقبل على الله فأقبل الله عليه. بل خرق لأجله نواميس الكون, بتباعد أرض وتقارب أخرى . وأنزل ملكا يحكم في قضيته.
أي قربه تقرب بها ذلك الرجل؟ وما العمل الذي قدمه؟
لقد تقرب إلى الله بتوبة نصوح.
أترون الله يفرح بتوبه عبده وهو سبحانه الغني عن العالمين, وعباده هم الفقراء إليه؟
{{اللهم ولا تقبض أرواحنا إلا وأنت راضي عنا }}